هل يبقى الإيمان حاجةً ضرورية مع تجدد العصور أو لا؟
إنّ حصر الإيمان في مساحة معينة هو المسؤول عن تقسيم المجتمع إلى خطين: مؤمن وغير مؤمن، فالذي يتصوّر أنه احتوى الإيمان لأنّه تمسّك بصورة معينة منه قد يكون في إيمانه خلل.
الإيمان الأعم يشمل مساحة الإنسانية بأكملها بغض النظر عن أيّ انتماء، وهو ما يتحقق فيه:
- الاعتقاد بأنّ الفضائل والقيم الأخلاقية ذات قيمة وضرورة للحياة ومحل تفاضل البشر، فلا يجوز تجاوزها.
- الانتماء لجهة خالقة وموجدة لهذا الكون ومؤثرة على حياة الإنسانية إجمالاً.
- تجسيد القيم النبيلة في الحياة الفردية والاجتماعية بغض النظر عن الاعتقاد.
عندما نتلمّس الحاجة للإيمان فلا يُقاس الحاجة للإيمان بالأخطاء الواردة في حياة المؤمنين أو تقدّمهم في الحياة، لأنّ هذا القياس سيّال، ففي عصر من العصور المؤمن هو المتقدم والأفضل مراعاةً للقيم الأخلاقية وعصر آخر يكون حاله بالعكس.
إنّ الجدل الدائر بين من يوصف بالمؤمن ومن يوصف باللا مؤمن ليس حول الإيمان حقيقةً بل الجدل حول صورة من صور الإيمان ومدى ضرورتها في الحياة، ولذا ترى الدول الملحدة فضلاً عن الموحّدة تسنّ قوانين وأنظمة للمحافظة على القوانين والقيم الأخلاقية في المجتمع، لأنّه لا يمكن أن تلتئم صورة لوطن ومجتمع بمنأى عن القيم والفضائل، فالجدل حول المسميّات لكن الجوهر واحد.
إذن نستخلص أنّ الإيمان بالمعنى العام حاجة ضرورية في كل زمان ومكان، فعند إزاحة المسميات تصبح المعايير عامة تقرّب المسافة بين الأفراد في المجتمع الواحد.