البرامج التثقيفية والاجتماعية والدينية التي تُطَبق في مجتمعنا يجب أن تمر بين الحين والآخر بمراجعة لتهذيبها وتقويمها والقفز إلى ما بعد ذلك من تطوير وتحقيق أهداف أعلى.
في الماضي كان المجتمع يحتاج إلى أن يتطوّر للأفضل وذلك عبر:
1) تطوير نظرته البسيطة للدين.
2) توعية ثقافية يجعل الفرد أقدر على التعاطي مع الحياة والآخرين.
3) انفتاح على العالم الإنساني.
4) يحتاج إلى تجربة في الحياة، فالتجربة تصنع الإنسان والمجتمع.
كثير من العلماء والمثقفين والمفكرين رسموا برامج بعضها عفوية وابتدائية تهدف إلى الضّخ في هذه الاتجاهات الأربعة، وذلك أدى إلى تحقق جميعها الآن.
يأتي السؤال: ثمّ ماذا؟ هل نقف على هذا المستوى أم نتقدّم؟ وكيف؟
نحن بحاجة لعدّة أمور:
1) الانتقال من الاستقبال للإنتاج، فمجتمعنا يتلقّى الفكر والفقه والرمزيات والقيادات، نحن الآن نمتلك الخامات فلا بدّ أن نولّد مفكرين وأفكار، فقهاء وفقه، رموز وقيادات مرجعية.
2) تقديم صياغات جديدة للفكر الديني، فتطوّر الدين هو المسؤول عن تطوّرهم، ليكن للعلم التجريبي أثر في هذا المقام، ويكون هناك لمسات للمجتمع فمجتمعنا الآن يحتضن الكثير من الكفاءات القادرة على توليد الأفكار، فلا بدّ أن تكون لها لمساتها الخاصة ليصطبغ الفكر الديني بقراءات جديدة ولا يُحصر في قراءة واحدة أحادية.
3) الانتقال إلى البحث العلمي المحقّق، فالخطابات بأنواعها غير محققة علميًا مليئة بالحشو مرتجلة، الآن لدينا كفاءات وخامات قادرة على تحقيق بحث علمي في هذا المقام، فينبغي أن تكون خطوتنا القادمة أن تقوم خطاباتنا على البحث العلمي الدقيق.
عندما نركّز على هذه الأمور الثلاث سنرى قفزةً جديدةً في هذا المجتمع وستتغير معادلة المجتمع لدينا، وكلّ هذا موكول للجيل الجديد القادر على إحداث التطوّر فالشباب هم عمدة البناء والتطوّر.