ورد في بحار الأنوار الجزء 62 .. عن محمد بن ثابت قال: ... تكمله الرواية تتكلم عن أن سبب حبس يونس بن متى في بطن الحوت انه لم يقر إلى أمير المؤمنين بالولاية فحبس في بطن الحوت حتى أقر بالولاية. هل هذه الرواية صحيحة رغم ورودها في بحار الأنوار؟ وإذا كانت صحيحة، هل ولاية علي كانت إجبارية على يونس؟ مع التوضيح.
الرواية مرفوعة وبالتالي فهي من هذه الجهة السندية ضعيفة، ولكن المعنى بشكلٍ عام ورد في روايات أخرى معتبرة، لأن سائر الأنبياء (ع) لابدّ أن يُقروا بالرسالة الخاتمة وبرموزها من النبي محمد (ص) وأوصيائه، ولهذا كان عيسى بن مريم (ع) مبشِّراً بالنبي محمد (ص)، وفي هذا السياق جاء قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (48/سورة المائدة)، وكما أن العكس صحيح كما جاء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (4 /البقرة)، ونحن نعتقد بأن هذا المعنى صرّحت به الآيات من سورة البقرة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33))، فـ(هؤلاء) في الآية لا يشار بها إلى غير العاقل كما توّهم البعض حيث اعتبرها تشير إلى الأفلاك وشبهها، كما أنها لا تشير إلى الملائكة من المخلوقات العاقلة، لأن الخطاب موّجه لهم بأجمعهم، وبناءً على ذلك فإننا نعتقد طبقاً للعديد من الروايات أنها تشير إلى محمد (ص) وآله (ع).