بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الشيخ حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أظن أنه يخفى عليكم خبر وصول ادعاء السفارة لمنطقتنا وتبني بعض أبنائها لخط السفير المزعوم السيد أحمد إسماعيل البصري ومع أني على اضطلاع بهذه الدعوى الكاذبة وغيرها من الدعوات خصوصا في عراق أهل البيت كدعوى السفارة من المدعو السيد أحمد الحسن وغيره إلا أنني لا ينقضي مني العجب لتصديق ثلة من المؤمنين ممن ينطبق عليهم لقب المتعلمين والمثقفين لمثل هكذا دعوات مع العلم بأن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها هكذا مزاعم فقد حدثت واقعة قبل عدة سنوات من ادعاء بعضهم من الجنسيات العربية للسفارة عن ولي العصر في بلدة تاروت والتف حوله بعض أهلها ولو أن ذلك يحدث من عامة الناس ممن رصيدهم الثقافي متواضع مثلا لهان الأمر ولكنه يصدر عادة ممن يفترض أن لديهم ثقافة دينية عميقة عندما نقرأ في التاريخ مثلا بأن داعي القرامطة قد وصل للبحرين وللقطيف تحديدا بكتاب يزعم فيه بأنه مرسل من الإمام المهدي يأمر فيه أهلها بأداء الخمس إليه وطاعته فيما يأمرهم به ويصدقه بعض أهلها وبالرغم من صعوبة التصديق بحدوث ذلك إلا أنه مما يتعقل في مثل تلك الأزمنة وما فيها من جهل وظلم حيث كثرت رايات الضلال في عهد المعصومين وبعدهم خصوصا بعيد الغيبة لصاحب الزمان ولكن أن يحدث مثل هذا في هذه الأزمنة ومع وجود كل التقنيات الحديثة التي يستطيع المرء فيها البحث والتقصي والوصول للحقيقة فهذا مما لا يكاد يصدقه العقل في هذه الحالة نقول يا سماحة الشيخ هل الطبقة الدينية المتمثلة بالمشايخ ورجال الدين مسؤولة عما يحدث؟ هل المحاضرات الدينية في المآتم وفي شهري محرم وصفر تكفي لتمثيل المعصوم في الذب عن حريم الشريعة؟ ام لابد من إيجاد مناخ متجذر دينيا عبر الكتب والخطب والمحاضرات المعمقة والتي تختلف عن التناول السريع للقضايا المهمة في خطب الجمعة ومحاضرات المآتم ألا تعتقد سماحة الشيخ بأن غياب الشخصية الربانية-القدوة لها دور في انتشار الفتن والمفاسد؟ إن وجود شخصيات نورانية في المجتمع له الأثر البالغ في تهذيب الأخلاق بما تمثله من قدوة حسنة وذلك لا يقل أهمية عن دفع شبهات المبطلين إن الفقه جزء مهم من الشريعة الإسلامية ولكن جوهرها يتمثل في تهذيب النفس وهذا ما تفتقده مجتمعاتنا وجزاكم الله خيرا

في زمن كان يتواجد شخصية ربانية كأمير المؤمنين عليه السلام ومع ذلك كان الفساد موجوداً، بل بالرغم من وجود أنبياء عظام عليه السلام إلا أن الفساد كان يستشري.

فالأنبياء والأوصياء والعلماء وظيفتهم إلقاء الحجة على الناس ثم (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة).

وظيفتنا الوحيدة الدعوة إلى الخير (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)، وتجسيد الخير في أنفسنا (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)، ثم للناس أن يختاروا (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وحسابهم على الله عز وجل.