السلام عليكم ورحمة الله ورد في كتاب بداية المعرفة للشيخ حسن مكي العاملي في الصفحة 229 في المقام الثاني النبوة الخاصة يقول ما نصة: (بعد ستة قرون من بعثة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام) في فلسطين رسولا إلى بني اسرائيل) يعني أن بني اسرائيل كانوا موجودين في ذلك الوقت فلماذا يقال إن أرض فلسطين ليست لبني اسرائيل... سماحة الشيخ أنا من المعجبين جدا بطرحكم الفكري في توضيح الأمور التاريخية علما أن هذا السؤال قد طرقه منذ سنين خلت من قبل استاذ العقائد ولم أعرف جوابه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... توجد مقاطع تاريخية متعددة تفيد بأن بعضاً من بني إسرائيل كانوا يقطنون فلسطين وبلاد الشام قبل ذلك بكثير، ولعل البداية كانت عندما مات نبي الله يعقوب (ع) في مصر وأخذه نبي الله يوسف (ع) ودفنه في فلسطين، كما أن الأحداث المرتبطة بالتابوت في زمن طالوت ونبي الله داود (ع) التي أشارت لها الآيات المباركة في سورة البقرة: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} كانت في بلاد الشام وفلسطين، وقبل ذلك قاد يوشع بن نون (ع) بني إسرائيل بعد الأربعين سنة التي قضوها في التيه وبعد نبي الله موسى (ع) إلى الأرض المقدّسة التي تكلمت عنها الآيات في سورة المائدة: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} وهي بلاد الشام، وهكذا في قضية نبي الله عزير (ع)، فهي القرية التي كانت خاوية على عروشها {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا}. فبنو إسرائيل كانوا يقطنون فلسطين وبلاد الشام قبل بعثة نبي الله عيسى (ع) بكثير وليس بعده فقط، لكن مع ذلك توجد بعض الملاحظات: 1. بنو إسرئيل ما كانوا يعيشون لوحدهم بل كان يعيش معهم غيرهم. 2. لم تكن فلسطين ملكاً لهم وإنما كانوا يعيشون فيها. 3. المحظور عليهم الآن ليس العيش فيها بل احتلالها وطرد أهلها. وتوجد تفاصيل أخرى لا يسعها هذا المقام.