دعا سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي إلى التريّث عند اتخاذ المواقف خاصةً عند استخدامننا لوسائل التواصل الاجتماعي حيث يتسرّع الكثير بالتصريح بموقفٍ بعيد عن الرشد والعقلانية، كما أن الضوابط والمعايير الدينية ينبغي أن تكون حاضرةً في هذه الحالة، إذ إن التصريح بالموقف في بعض الأحيان له آثار خطيرة، فالتصريح بموقف قد يكون فيه تشهير أو إساءة أو حط من كرامة إنسانٍ مؤمن. فما كل موقف يصحُّ التصريح به.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن هناك الكثير من الأحداث والوقائع التي تحصل حولنا وقريباً منا كثيراً ما تحتاج منا إلى اتخاذ موقفٍ إزاءها. أحياناً قد يكون واجباً علينا اتخاذ هذا الموقف، كأن يكون اتخاذ الموقف مساعداً في إحقاق حقٍّ أو دفع باطل، وفي أحيانٍ أخرى لا يُشترط اتخاذ موقف، بل لولم تتخذ موقفاً منها لا تلام، كما هو الأمر في القضايا الاجتماعية العامة التي تجري كحالات الطلاق أو ما أشبه.

وأضاف سماحته بأن الأمر قد يتعدّى ذلك في بعض الأحيان إلى حرمة اتخاذ موقف أو التصريح به كأن يكون في ذلك إلحاق ضررٍ بالغٍ بالإنسان.

بعدها تساءل الشيخ العوامي عن الكيفية التي ينبغي من خلالها أن تكون طريقة اتخاذ المواقف.

وأجاب بأنه في كثير من الأحيان هناك تسرُّعٌ في اتخاذ المواقف سواء الإيجابية أو السلبية والتي تؤيد هذا الطرف أو ذاك، وغالباً ما تكون هذه المواقف بعيدةً عن مستوى الرشد والنضج خاصةً حال استخدام واسائل التواصل الاجتماعي حيت يتسرع الكثير في اتخاذه للمواقف.

وأضاف الشيخ العوامي بأن هناك معايير ينبغي مراعاتها حتى يتمّ ذلك بصورةٍ علميةٍ ودقيقةٍ، ومن هذه المعايير هو ضرورة التحقق من مصدر الحدث مباشرةً للتعرّف على كافة التفاصيل الدقيقة لطبيعة الحدث وحيثياته، أما إذا كان عن واسطة فينبغي أن تكون هذه الواسطة حاضرة الحدث حال وقوعه لتنقل لنا عن حسٍّ ومشاهدة ما جرى، لا أن تنقل لنا حدساً فالحدس لا يكفي. وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم :﴿ فَتَبَيَّنُوا (سورة الحجرات/ 6). والتبيّن يعني العمل بالقواعد العلمية التي تجعل الموقف بيّناً وواضحاً.

أما المعيار الآخر الذي أشار إليه الشيخ العوامي فهو امتلاك العلم والدراية والمعرفة التي تجعله مؤهلاً لأن يعرف أسباب وخلفيات هذا الحدث بأسلوب علمي وليس ظني.

وحذر الشيخ العوامي من الآثار الخطيرة التي قد تترتّب على اتخاذ موقفٍ غير سليم اتجاه قضية من القضايا أو شخصٍ من الأشخاص، ﴿أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ، فهذا الموقف قد يكون فيه تشهير أو إساءة أو حطّ من كرامة إنسانٍ مؤمن. مضيفاً بأن المعايير الدينية ربما تكون غائبةً تماماً في مثل هذه الحالات.

واختتم الشيخ حديثه بالقول بأن الموقف الذي ينبغي التصريح به هو ذلك الموقف الذي يمكن أن يساهم في التقليل من الأضرار الاجتماعية ويحاصر الفتن ويحدُّ من آثارها.