بيّن سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي بأن المصاعب والمشاكل هي التي ترتقي بالإنسان إلى درجات الكمال، وتُظِهر مدى الصفات الكمالية التي يتصف بها.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن الصفات العظمى إنما تتجلّى عند الإنسان في ساعة تراكم الصعاب والمشاكل في حياته، وليس في ساعة الرخاء.

وتابع سماحته بأن الإنسان إنما يتكامل بمواجهته لتلك المشاكل والصعاب وتغلّبه عليها، وكلما واجه من المصاعب أشدها وأصعبها ونجح في اجتيازها كلما ظهرت عليه علائم الكمال التي ترفع من شأنه وتبيّن مكانته ومنزلته الرفيعة، لذلك يمكن اعتبار المصاعب المنهج أو الطريق الذي يظهر حالة الكمال عند الإنسان.

وأضاف الشيخ العوامي بأن التأمل في حياة الأنبياء والعظماء عبر التاريخ تكشف لنا بأن المصاعب كانت حاكمةً عليهم، وأنهم نحجوا في مواجهتم لها، وكلما كان المصاعب التي واجهوها أكبر كلما كانوا أعظم، ولهذا كان نبينا الأكرم محمد excaim أعظم وأشرف الأنبياء، \"ما أوذي نبيٌّ مثلما أوذيت\". وكذا كان إمامنا الحسن المجتبى عليه السلام \"حينما بادر ألدّ أعدائه مروان بن الحكم إلى حمل جثمانه الطاهر واستغرب منه الحسين عليه السلام قائلاً له: أتحمل جثمانه وكنت تجرّعه الغصص؟! قال مروان: كنت أفعل ذلك بمن كان يوازي حلمه الجبال\".

وختم سماحته بالقول بأن هذه الصعاب تًظهر مدى عظمة وشموخ أهل البيت (عع) الذين تحمّلوا من المصاعب والشدائد ما تحمّلوا.