أقامت اللجنة الثقافية بصندوق العليوات الخيري بعنك يوم الجمعة الندوة الثانية من سلسلة الندوات الشهرية «تحت المجهر» وكان عنوان هذه الندوة «النص القرآني والفهم المتجدد».

وأستضافت اللجنة الشيخ فيصل العوامي المختص في علوم القرآن الكريم.

الشيخ فيصل العوامي في عنكوتحدث الشيخ العوامي في مقدمة الندوة عن اختلاف شكل الخطاب عبر الأزمان، مشيرا الى أن عوامل الزمان والمكان تؤثر في أسلوب الخطاب وشكل الرسالة الموجهة.

وأستشهد في حديثه اختلاف لغة الخطاب حتى بين الأنبياء  حيث ذكر في حديثه لغة الخطاب التي استخدمها نبي الله موسى  مع قومه.

واشار الى ان اللغة تختلف باختلاف ظروف الزمان والمكان واتساع دائرة المعارف وتراكم الخبرات واختلاف العقلية من زمن لآخر مقارنة بلغة الخطاب التي كان يستخدمها قبله جده الخليل إبراهيم .

وأكد أن هذه الإختلاف هو للتكامل وليس تناقضاً، مشيرا الى انه كلما تطورت البشرية بعث الله رسولاً يحاكي في رسالته هذا التطور البشري.

وتطرق حتى باختلاف أسلوب الخطاب حتى في النص القرآني نفسه، ما بين لغة الخطاب في السور المكية والسور المدنية بناءً على تغير الظروف.

الشيخ فيصل العوامي في عنكوذكر أن مع كل الجهود المبذولة من قبل المسلمين من كل الفرق عبر القرون الماضية إلا أنه لا زال تفسير وفهم القرآن ناقصاً ويحتاج المزيد من إعادة الدراسة عبر منهاج علمي وتحليلي دقيق.

ودعا الى مراعاة التكامل بين مختلف العلوم وفي مقدمتها علوم أهل البيت  مع مراعاة دراسة وملاحظة ظروف كل زمان.

ولفت الى ان تفسير بعض الآيات قد يختلف في تفسيرها بسبب اختلاف الإجابات من المعصومين المختلفين بسبب اختلاف طبيعة الأسئلة واختلاف التيارات والظروف الفكرية والأمنية المتباينة.

وبين أن هذه النقطة هي نقطة البداية والإرتكاز لإعادة دراسة وتحليل النص القرآني، مشيرا الى أن التفاسير القرآنية قد تتناسب وتجيب على أسئلة العصر الذي كتب فيه كتاب التفسير وهو قابل للتغير من زمن لزمن.

وشجع الشيخ العوامي على الجرأة في طرح الأسئلة والإستفسارات وإن كانت جريئة وغير اعتيادية وتوحي بالتشكيك وألا يركن المؤمن للتسليم المباشر بدون مناقشة خشية وصفه بالإنحراف والخروج عن الدين.

وبين أن أغلب من ساهموا في نفع الحراك العلمي في الجانب العقائدي تحديداً هم الملحدون والمستشرقون ممن طرحوا الإستشكالات حتى في زمن الأئمة  إلى عصرنا الحالي، وكانوا سببا في البحث واستخراج كنوز علوم أهل البيت .

وأكد أن الإنفتاح على العلوم الأخرى التي تطورت بشكل كبير هو عامل هام جداً لفهم بعض النصوص القرآنية التي لا زالت مغلقة وغير مفهومة كونها تتعلق بعلوم أخرى كالطب والفيزياء والفلك والأنثروبولوجيا وعلم تاريخ الأديان.

للاستماع من هنا