دعا سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي إلى تحمّل المسؤولية في التعريف بأهل البيت (عع) وخاصة الإمام الحسن المجتبى الذي عانى من المظلومية في حياته وبعد مماته، حيث يجهل الكثير منا مقامه وعطاءاته المعرفية والفكرية فضلاً معرفته عن المستوى الإنساني.
جاء ذلك في خطبته لهذا الأسبوع والتي صادفت شهادة الإمام الحسن حيث استهلَّها بروايةٍ تقول: \"وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي فرجّع المقدام، فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله في حجره، فقال: هذا منّي وحسين من علي\".
وأشار بأن موضع الشاهد في الرواية: \"هذا منّي وحسين من علي\" والتي ربما تشير إلى أن دوره السياسي ربما شابه دور رسول الله ، في حين أن دور الإمام الحسين شابه دور أبيه الإمام علي ، أو ربما تشير إلى الشبه الظاهري بينه وبين رسول الله ، وهذا لا يعني كما أشار الشيخ العوامي إلى أن رتبة الإمام الحسن أفضل من الإمام علي.
وأضاف سماحته بأنه على أي حال الرواية تشير إلى الموقعية الدينية العظمى للإمام الحسن بن علي (عم)، وإن كان في ذلك تشريفٌ كبيرٌ له ففي ذلك تكليف أيضاً، تكليف له ، -وقد قام هو بدوره- وتكليفٌ لنا نحن المنتسبون له والمنتمون إليه، بالتعريف به وبعلمه وبدوره للناس وعلى المستوى الإنساني.
وتابع الشيخ العوامي بأن الإمام الحسن هو الأقل حظّاً من بين أهل الكساء من حيث التعربف به، فلا يتمّ الحديث عنه طوال العام إلا في مناسبات محدودةٍ جداً، بينما المطلوب إيصال صوته ورسالته وعلمه وفكره إلى العالم وعلى المستوى الإنساني، حيث يكاد يكون مجهولاً. وهذه إحدى الظلامات التي عانى منها حتى بعد مماته، والتي ينبغي الحدّ منها بالقيام بهذا الدور التعريفي المهم.