شدّد سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي على ضرورة التعاطي الحذر من قبل المتصدين لأدوار التربية الاجتماعية مع الأخطاء والتجاوزات التي تقع في الواسط الاجتماعي من بعض الناس.

جاء ذلك في خطبته لهذا الأسبوع والتي انطلق من وصية الإمام علي لابنه الإمام الحسين (عم): \"أي بني لا تؤيس مذنبا، فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير، وكم من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره، صائر إلى النار\". والتي أشار سماحته إلى أنها تتحدّث عن فنٍّ من فنون التربية الاجتماعية بأن على من يتصدّى لهذا الدور ينبغي أن يكون حذراً في تعامله مع أخطاء الآخرين وتجاوزاتهم.

وأضاف الشيخ العوامي بأن البعض من الناس قد يصل إلى درجة من العصمة في بعض جوانب حياته بحيث لا يفكِّر حتى في الاقتراب من بعض المعاصي والأخطاء، ولكنه من جانبٍ آخر قد يقع في أخطاءٍ أخرى. فقد لا يشرب المسكر، ولكنه قد يتصرّف بخلاف الآداب الإسلامية، أو قد تأخذه الشهوة فيقع في الحرام، فالعصمة عنده ليست من جميع الجهات.

ووجه الشيخ العوامي الدعوة إلى القائمين على أدوارٍ اجتماعية من أجل التعامل الحذر مع أخطاء الناس، متسائلاً: بأن المؤمن المربي حينما يرى أخطاء الناس كيف ينبغي له أن يتعامل معها؟

وأجاب على ذلك بأن الإنسان المؤمن غير العاصي ربما يكون بحاجة إلى التخويف والوعيد من النار أكثر من غيره لئلا يأخذه الغرور والعجب بنفسه فيقع في الحرام، فكم من الصالحين خُتِمت حياتهم بسوء. من جانبٍ آخر إن الإنسان العاصي الذي يقع في الذنوب ينبغي أن لا نؤيسه من رحمة الله، فباب الرحمة والتوبة مفتوح، ولعله يُختم له بخير ويصبح من خيار الناس، ويبلغ درجة من الصلاح يفوق بها الكثير من الصالحين.