دعا سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي إلى تحمّل المسؤولية في إظهار الصورة الناصعة للإسلام في العالم، معتبراً أن تشويه هذه الصورة في الغرب لا يتحمّله الآخرون وحسب وإنما المتطرفون والتكفيريون الذين كان لهم الدور الأكبر في تشويهها.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن وسائل الإعلام وخصوصاً على مستوى العالم الغربي ما زالت تطالعنا بتصاعد حالة الاحتجاجات ضد المسلمين وضد التواجد الإسلامي في البلاد الغربية، إلى درجة وصل معها إلى أن يكون مادةً انتخابية يتنافس على أساسها المرشحون الرئاسيون في بعض الدول، بحيث يطرح البعض منهم مادة انتخابية مستفزةً ليس للمسلمين وحسب، بل حتى للمرشحين المنافسين وللسياسيين الآخرين ولجزء من مجتمعاتهم الغربية.

في المقابل دعا الشيخ العوامي إلى ضرورة أن نعمل –كأتباع للنبي الأكرم excaim- لإيضاح روعة الفكر الذي جاء به رسول الله excaim للعالم.

وحمّل سماحته المتطرفين والتكفيريين المسؤولية الأكبر في تحوّل هذه الصورة الناصعة وتشويهها بما ارتكبوه من أفعال مشينة، وفي مقابل ذلك لا يعني أن المسؤولية تقع على الآخرين فقط، بل نحن نتحمّل مسؤولية إيصال الصورة الناصعة والنقية للعالم في ظل الاستفادة من قنوات التواصل الحضاري.

كما طالب الشيخ العوامي باعمل على يغيير استراتيجياتنا وتكتيكاتنا، وأن نجعل على رأسها الاهتمام بتصحيح صورة الإسلام والمسلمين والرموز الإسلامية، وعلى رأس أولئك الرموز يأتي نبينا الأكرم محمد excaim.

وتابع الشيخ العوامي بأن المسؤولية تصبح أكثر تأكيداً على أولئك المسلمين المغتربون الذين هم أقرب إلى ذلك العالم، والذين في الأغلب حينما يذهبون إلى هناك يعيشون المحلية كما عاشوها في بلادهم، فيصنعون لهم كانتونات ينغلقون على أنفسهم فيها، وإن كان الغرض من ذلك تحصين الذات وهو أمرٌ جيد، لكن ينبغي علينا أن ننفتح على الغرب فيكون كل واحد منا حاملاً للرسالة، ومن خلال صور متعددة مستفيدين من كافة الوسائل المتاحة، وأن يكون إيصال هذه الرسالة إما من خلال الفكر الرائع الذي جاء به الإسلام، أو من خلال السلوك الحضاري الذي أسّس له، والذي يحترمه الغرب من قبيل احترام القانون، واحترام الإنسان واحترام المواثيق والعهود...

من جانبٍ آخر دعا الشيخ العوامي إلى عدم الالتهاء بالصراعات والنزاعات الداخلية منها والخارجية؛ لأنها كما يقول الشيخ العوامي تعطِّل طاقات الإنسان وتحجزه عن العطاء والتقدّم، فالحضارة لا تبنى بالصراعات وإنما تبنى بالعلم والفكر، ولا بدّ من التركيز على جوانب أخرى غير الصراعات كالتركيز على مشاريع التنمية العلمية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية... فهذه الاستراتيجية هي التي يمكن أن تساهم في تغيير صورتنا على المستوى العالمي، كما يمكن أن تساهم في إحداث قفزات في نظرة العالم إلينا.

واختتم الشيخ العوامي حديثه بالقول بأن هذه الأسس ثبّت قواعدها نبينا الأكرم excaim ورحل عن هذه الدنيا، ولكنه ألقى عبء المسؤولية والأمانة علينا من أجل التمهيد لظهور إمامنا صاحب الأمر (عج) من خلال التبيين للعالم بروعة فكر أهل البيت (عع).