اعتبر سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي تراكم التجارب من أهم العناصر التي ساهمت في تولّد الشخصيات والمجتمعات والحضارات العظيمة والمنتجة ذات الإنجازات والعطاءات المرموقة. داعياً الجيل الشاب إلى اكتساب الخبرات القائمة على التجارب إضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين أيضاً.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن التجارب المتراكمة تساهم وبقوة في في صنع الشخصيات العظيمة ذات الإنجازات الكبيرة.

مضيفاً سماحته بأنك لو فتشت في العناصر التي ساهمت في تولّد هذه الشخصيات لوجدت بأنها قائمة على مجموعة كبيرة من التجارب لا أكثر، هذه التجارب هي التي أكسبته الخبرات الهائلة من جهة، وإن كان الكثير منها تجارب فاشلة إلا أن العظيم وصاحب المكانة المرموقة هو الذي يستفيد من هذه التجارب ومن أخطائها لصنع النجاح، وإن كان الكثير من هؤلاء لا يذكر تجاربه الفاشلة للآخرين مع أن العيب ليس في كثرة تجاربه الفاشلة وإنما أن لا يكون له تجارب من أصل.

وتابع الشيخ العوامي قائلاً التجارب الفاشلة تنمُّ عن إصرار كبير على الوصول إلى النجاح، كما أن التجارب الفاشلة تكشف لنا الكثير من أسرار الحياة وتساهم في زيادة خبرات الإنسان ومعارفه كما جاء في الأثر الشريف عن المعصوم عليه السلام: "في التجارب علمٌ مستحدَث".

كما شدّد الشيخ العوامي على ضرورة قراءة تجارب الآخرين بإنصاف وتمعّن بعيداً عن المكابرة والاستفادة منها وخاصةً بالنسبة للجيل الشاب الذي هو بأمس الحاجة إلى هذه التجارب لكونه مفتقراً لها ليراكم من خلالها خبراته ومعارفه.

كما دعا سماحته إلى تقعيد هذه التجارب لتكون بمتناول الجيل الشاب.

وأشار الشيخ العوامي أيضاً إلى أهمية مراعاة الظروف الموضوعية لكل تجربة فما قد ينطبق على أحد ليس بالضرورة أن يناسب آخر، إذ إن لكل شخص ظرورفه ولكل مجتمع حيثياته.

وفي الختام كرَّر الشيخ العوامي دعوته للجيل الشاب لأن يفكّر ألف مرةٍ قبل أن يخطو خطوةً ما، حتى تكون خطواته وتحركاته قائمة على المعرفة.