دعا سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي لأن تكون برامج المجتمع المقترحة بشتى أنواعها الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية... مجرد حلقة لما هو أكثر تطوراً في المستقبل، واعتبارها مقدمةً له لا أن تتحول مع الزمن إلى شيء مقدِّس غير قابلٍ للنقد، وكأنه نهاية التاريخ.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع دعا الجيل الجديد من أبناء المجتمع لتحمّل مسؤولياته في تطوير البرامج، فما هو موجود ليس كتاباً منزّلاً غير قابلٍ للنقد والتغيير، وإنما ينبغي النظر إليه على أنه حلقة ضمن مسلسلٍ طويل في طريق التطوّر، وإذا قدِّر فلأنه مقدمة لما بعده من حلقات وليس أكثر.

وأضاف سماحة الشيخ العوامي بأن هذا الأمر ينطبق كذلك على الشخصيات العلمية والاجتماعية في المجتمعات، إذ ينبغي أن تنتج المجتمعات شخصيات جديدة تتبنى أفكاراً جديدة تساهم من خلالها في تطوره ونموه، لا أن تحصر نفسها على الشخصات القديمة وعلى ذات الأفكار.

وتابع الشيخ العوامي بأن المجتمعات الساكنة والجامدة هي تلك التي لا تعيش التطور ولا تعمل على تطوير برامجها، وأقصى ما تسعى إليه هو تكثير هذه البرامج وحسب.

وعزا الشيخ العوامي سبب عدم سعي بعض المجتمعات إلى دفع عجلة التطوّر إلى الأمام إلى سببين: الأول: التهاء أبناء المجتمع بهوامش الأمور وتوافهها، والانشغال عن الأمور الاستراتيجية التي كان ينبغي أن يُصبّ الاهتمام عليها. وكذلك تحكُّم مجموعة من الأعراف والتقاليد التي تمنعه من تجاوز سلبيات الماضي وأفكاره القديمة الراسخة.

وانتقد الشيخ العوامي تلك الحالة العلمية التي تتوقف عند النتاجات العلمية القديمة بحيث لا تتجرأ حتى على مناقشة أفكارها فضلاً عن تجاوزها بما هو أكثر تطوراً وتقدماً، معتبراً ذلك سبباً لتوقف الحركة العلمية وجمودها.

واختتم سماحته حديثه بالقول نحن كمجتمع لا زلنا نراوح مكاننا مع أن لدينا العديد من الكفاءات العلمية والاجتماعية، فذلك لا يكفي، بل المطلوب أن نقدّم الانجازات والعطاءات العلمية والاجتماعية التي يمكن أن تحدث قفزات كبيرة وتساهم في رفع موقعية المجتمع، وحينئذٍ نفرح لأن نظرياتنا وأطروحاتنا الحالية أصبحت قديمة وأحللنا محلها نظريات جديدة.