يدور نقاش في الوسط العلمي حول إمكانية إحراز نظريات وأحكام مطلقة، ولربما يصح الإدعاء بأن هذا النمط من النقاش يشكِّل أهم المحاور الفكرية ذات العلاقة بالدين المتداولة في الحقبة الراهنة في المحيط العلمي الإسلامي.
وبلاريب فإن هذه المادة الحوارية تعتبر من صميم الموضوعات المتناولة في البحث الفقهي بالمعنى الأعم، فمن شأن الإستنباط التدليل على ثبات النتيجة المستوحاة بالبرهان العقلي أو النقلي وتغيّرها، والنظر في مدى إمكانية التفاعل بين نشاط الفقيه والظروف الزمانية والمكانية.
لذلك بعد أن فرغنا من الحديث عن الطبيعة الذاتية للمعارف في مجالاتها المختلفة، كان من الضروري أن نتوقف للتعرف على موقف الفقيه تجاه ما يُحرَز من نتائج علمية في تلك المجالات من حيث إطلاقها ونسبيتها.
وقبل ذلك ينبغي أن نحرر محل النزاع في هذا البحث، وذلك من خلال التعرف على طبيعة التصورات الإشكالية التي تفرزها العلوم المعاصرة، كعلم التاريخ الحديث والأنثروبولوجيا والهرمنوطيقا