أولًا:
السبب في ذلك مصادرة قريش لممتلكات المهاجرين وبعض المسلمين الذين لم يهاجروا بعد، وكان بعضهم من المتوسطي الحال أو أكثر ولم يكونوا بأجمعهم فقراء وعبيدًا، بل فيهم أحرار تركوا في مكة بيوتات وأنعام وحلال وهكذا.
كما أن قريش لم تكن تعتدي على الباقين أو المتعاطفين بمصادرة الممتلكات فقط، وإنما اعتدت على بعضهم بالضرب والإيذاء والمقاطعة وشبه ذلك. فالمشكلة كانت عموم الإيذاء.
وثانيًا:
وهو المهم جدًا والذي يخطيء فيه الكثيرون، النبي (ص) لم يقطع طريق القافلة ولم يسلب شيئًا وإنما أراد إخافتهم فقط وإشعار قريش بأن المسلمين أصبحوا في المدينة قوة لا يستهان بها، كي تأخذ قريش حذرها وتتوقف عن الاعتداء على المسلمين في مكة. فالنبي (ص) أراد تنبيههم بأنه أصبح صاحب قوة ومنعة لا أنه أراد سلب قافلتهم، ولذلك لم يسلب فعلًا، بل عندما وصل الخبر لقريش اكتفى النبي (ص) بذلك وقفل راجعًا. وإلا لو أراد صلى الله عليه وآله سلب قافلتهم لأحكم الخطة وتركهم يقتربون حتى يظفر بهم وكان الأمر سهلًا جدًا.
فالذي يتهم النبي (ص) بقطع الطريق لم يدقق في طبيعة الحدث ولم يستوعب الظرف التاريخي بشكل صحيح.
إلى المسلمين الذين يبررون غزوة بدر، يبررون القرصنة، هل يحق لداعية مسلم اضطهدته دولته أن يعترض سفنها ويؤذيها في اقتصادها ويقرصن تجارتها لمجرد أن تلك الدولة ضيقت عليه فاضطر لتركها والخروج منها؟
— Brother Rachid (@BrotherRasheed) ٣ يونيو ٢٠١٨