س: قد نطمئن لفكرة أو عمل وقد لا نطمئن، فإذا كانت الفطرة مؤثرة فهل كل اطمئنان صحيح وعكسه صحيح أيضًا؟

  ج: الفطرة فاعلة فعلًا لكن لا تؤثر فاعليتها إلا بتحقق الصفاء النفسي المعبَّر عنه في النص القرآني ب (السليم) كما في قوله سبحانه ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. فإذا تحقق الصفاء النفسي فإن الاطمئنان وعدمه يكون صادقًا، وإلا فإنه مشوَّش، وعلى أساسه جاء في الرواية (لولا أن الشياطين تحوم إلى قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت).  فحيث لا يتحقق الصفاء النفسي تقع القوة العاقلة عند الانسان في حيرة وتشوُّش فلا تميز بين ما ينبغي الاطمئنان له وبين ما لا ينبغي الاطمئنان له، وهو ما أشار إليه الامام الكاظم عليه السلام في وصيته للمتكلم هشام بن الحكم (العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب فإن لم تُعقَل حارت).

وبالتالي فإن الصفاء النفسي أو القلب السليم هو المؤهل لتشخيص النسبة الرابطة بين الاطمئنان وعدمه.