س: ما التوجيه العلمي للرواية التي تقول بأن النبي صلى الله عليه وآله نام مرةً عن صلاة الفجر، فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الصبح والله عز وجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه وكان ذلك رحمة من ربك للناس الا ترى لو أن رجلا نام حتى تطلع الشمس لعيره الناس وقالوا: لا تتورع لصلواتك فصارت أسوة وسنة فإن قال رجل لرجل: نمت عن الصلاة قال: قد نام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصارت أسوة و رحمة رحم الله سبحانه بها هذه الأمة.

 ج: حمل البعض من الفقهاء هذه الرواية على أنها في سياق التقية، أي أن الامام الصادق (ع) كان يتقي عند الإخبار لأن الرواية كانت تنقل من قبل البعض. واحتمل بعضهم أن النبي لم ينم بل صلى الصلاة في وقتها وتظاهر بالنوم ليعلمهم حكمة وحكمًا يتعلقان بالقضاء وذلك لوجود رواية أخرى ورد فيها أن النبي قال لأصحابه بعد استيقاظهم (نمتم؟)، ما يوحي أنهم ناموا لكنه لم يكن نائمًا. وهو أمر محتمل فعلًا، لكن الأقرب أن النبي نام فعلًا لكن ذلك لم يكن باختياره وإنما أنامه الله عز وجل لحكمة خاصة ففي الرواية (والله عز وجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه)، فإذا كان الله هو الذي أنامه فمعنى ذلك سقوط التكليف عنه بصلاة الفجر أداءً، فلا يكون في فوات الأداء تقصير ولا ذنب ولا غفلة، لأن نوم النبي يكون آنئذ كنوم أصحاب الكهف الذين سقط عنهم التكليف بالصلاة مع أنهم أحياء، ولا تقصير في ذلك ولا ذنب لأن نومهم لم يكن باختيارهم وإنما أنامهم الله سبحانه.

وإنما أنام الله نبيه ليدلل على رحمته لعباده، فمن فاتته الصلاة أداءً بلا تقصير فلا ذنب له، ولهذا جاء في الرواية (وكان ذلك رحمة من ربك للناس). فالله سبحانه يعلم الناس من خلال الأنبياء، وهنا علمهم ذلك من خلال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله.